أغسطس 28, 2022

"نقابة ميتر" يحاور خالد البلشي رئيس تحرير موقع درب

"إذا فُرضت علينا المعركة سنخوضها" بتلك الكلمات بدأ الكاتب الصحفي خالد البلشي، رئيس تحرير موقع درب حديثه لـ"نقابة ميتر" عن انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين المقرر إجراؤها في مارس القادم. 

ويرى البلشي أن نقابة الصحفيين أصبحت في حالة موت إكلينيكي ولا تلتفت لهموم وأزمات المهنة الحقيقية، وأن عامل أساسي من عوامل تدهور حال الصحافة والصحفيين هو عدم قيام النقابة بدورها المنوط به.

الكثير والكثير ذكره رئيس تحرير موقع درب عن أزمات المهنة ودور النقابة والجمعية العمومية للصحفيين، وما كان يأمله من الحوار الوطني، وذلك من خلال الحوار الذي أجريناه معه. وإليكم نص الحوار.

ما تقييمك لأداء مجلس نقابة الصحفيين وخاصة أن المجلس لم يجتمع منذ 4 أشهر؟

في الحقيقة أن مجلس نقابة الصحفيين لا يجتمع من الأساس منذ انتخابات التجديد النصفي، حتى اجتماعاته التي تمت خلال الفترة الماضية تغاضى فيها المجلس عن الحديث عن قضايا المهنة وأزمات الصحفيين والدليل على ذلك الشكاوى والمذكرات التي تقدم للمجلس ولم يتم الرد عليها، وبالتالي أرى أن اجتماعات المجلس صورية وليست حقيقية، فالاجتماع من عدمه لا يغير من الواقع في شيء وهو أنه لا يوجد عمل نقابي، وأن المجلس لا يقوم بدوره.

على سبيل المثال، لم تتدخل النقابة بشكل حقيقي في حل أزمات الزملاء الصحفيين الذين يتعرضون للتهديد بالفصل التعسفي. كما أنه لا توجد تحركات حقيقية بخصوص ملف الحبس الاحتياطي للصحفيين في قضايا النشر، فالأمر متروك لتفاوض نقيب الصحفيين، ما يضرب العمل النقابي في مقتل، فقوة النقيب من قوة المجلس وليس العكس. وكان الأولى أن يتفاوض النقيب كنقيب للصحفيين وليس بشخصه. وبالتالي أرى أن المجلس لم يقم بدوره وأن هناك الكثير من قضايا الصحفيين متروكة دون إجراء ودور حقيقي للمجلس.

في رأيك، لماذا تأخر تشكيل لجنة المرأة واستعادة دور بعض اللجان المعطلة (التشريعية- الحريات- الإسكان)؟

وضع اللجان من وضع المجلس ككل، أداء المجلس متراجع وبالتبعية لا يوجد دور للجان. وتحولت النقابة من مدافعة عن حقوق أعضائها إلى نقابة توفر بعض الخدمات فقط مثل القروض والتي يتم صرفها دون ضوابط وباعتبارات شخصية، وبالتالي لا تقوم اللجان بدورها.

إلى أين وصلت ميزانية النقابة التي كان تم رفضها من قبل الجمعية العمومية الأخيرة؟

مجلس النقابة قد مرر الميزانية في حضور غير مكتمل لمجلس النقابة، وتم تمريرها رغم تحفظات الجمعية العمومية عليها ورفضها قبل ذلك في اجتماع الجمعية العمومية الأخير في إبريل عام 2021. وأرى أن مسؤولية ما حدث تقع على عاتق الجميع، لأن الجمعية العمومية لم تتابع بالقدر الكافي أمر الميزانية، الأمر الذي فتح المجال لتمريرها رغم ما بها من ثغرات.

ما آخر مستجدات قضية انتخابات النقابة؟

قضية النقابة أصبحت في هيئة المفوضين ولم يتم النظر فيها حتى الآن، وغير معروف ما إذا كان سيتم الفصل فيها قريبا أم لا. في حال تم الفصل فيها بإبطال نتيجة الانتخابات تعتبر الانتخابات السابقة كأن لم تكن وتعقد انتخابات جديدة، ويحق لنقيب الصحفيين ضياء رشوان الترشح فيها مجددا.

هل تنوي الترشح للانتخابات القادمة؟

"إذا فرضت علينا المعركة فحتما سنخوضها"، سبب رئيسي من أسباب استمرار ترشيحي  في انتخابات النقابة هو أنني أرى ضرورة وجود ممثل عن تيار الاستقلال، وبالتالي إذا لم يكن هناك مرشحين من الزملاء فسوف أترشح، وإن كنت أرى ضرورة أن تترشح وجوه شبابية لمجلس نقابة الصحفيين، فمن المهم ألا تُترك الانتخابات لسيطرة فصيل وتيار بعينه، ولذلك فإن وجود مرشحين لتيار الاستقلال أمر في غاية الأهمية سواء الترشح كان على مقاعد مجلس النقابة أو مقعد نقيب الصحفيين.

ما تقييمك لأداء المؤسسات الصحفية؟

هناك عملية احتكار تمت للمؤسسات الصحفية، فهناك مؤسسة واحدة سيطرت على أغلب المؤسسات الصحفية وأصبحت تمتلك نصيب الأسد.

وبسبب احتكار المؤسسات الصحفية، أصبحت  السياسة التحريرية موحدة في كل المؤسسات فغاب التنوع وتعدد الأصوات والرؤى والسياسات التحريرية وسادت صحافة الصش الواحد والرؤية الواحدة، وهو ما أثر بالسلب على الصحفيين الذين باتوا يخشون غضب الرقيب، لأنه حال فصله من المؤسسة التي يعمل بها سيكون هناك صعوبة في وجود فرصة عمل في مؤسسة أخرى، نظراً لأن أغلبها تقع تحت إدارة واحدة.

 ما رأيك في اعتماد الموضوعات الصحفية على الترند والترافيك؟

هذا أمر طبيعي في ظل غياب الصحافة الحقيقية المسؤولة وفي ظل احتكار الصحافة وتسيد ثقافة الرأي الواحد والسياسة التحريرية الواحدة وغرفة الأخبار الواحدة، وبالتالي طبيعي جدا أن نرى أن المنتج النهائي واحد.

ورغم ذلك هناك بعض الصحفيين والمؤسسات الصحفية القليلة مازالوا يحاولون في تقديم مادة صحفية حقيقية والدليل على ذلك هو حصول صحفيين مصريين على جوائز صحفية، ولذلك أشكر هؤلاء الذين يحاولون ويعملون في ظل هذا المناخ السيء.

في رأيك، ما الذي تحتاجه الصحافة حتى تقوم بدورها؟

تحرر الصحافة من كافة القيود المفروضة عليها، والتي خلقت مجموعة من الرقباء داخل المهنة حتى جعلت أن الصحفي رقيب نفسه يخشى كتابة أي موضوع يغضب به الرؤساء والمسؤولين، ولذلك أصبحت الموضوعات الصحفية كما نراها اليوم بعيد عن الصحافة الحقيقية ودورها الحقيقي.

صحافة البيئة والمناخ أصبحت تلقى اهتماما عالميا، لماذا لم تهتم المؤسسات الصحفية في مصر بهذا الملف؟

لأن هذا الملف يحتاج إلى تقديم مادة صحفية حقيقية تناقش وتحلل الأزمات، وبالتالي فإن عدم وجود مساحة حرة للصحافة يجعل وجود موضوعات صحفية في هذا الملف أمر في غاية الصعوبة، ليصبح حاله كحال الصحافة عموما. حيث إن العامل الأساسي لوجود صحافة هادفة حقيقية هو مساحة حرية الرأي والتعبير.

ما آخر مستجدات ترخيص موقع درب؟

تقدمنا بطلب ترخيص للمجلس الأعلى لتنظيم الصحافة والإعلام وخاطبنا لجنة شؤون الأحزاب واتخذنا كافة الإجراءات المطلوبة دون رد حتى الآن.

ما رأيك في تعاطي النقابة مع الحوار الوطني؟

كان من المفترض أن يكون الحوار الوطني فرصة لعودة روح الجمعية العمومية، وكان على النقيب أن يدعو لجمعية عمومية لسماع رأيها أو على الأقل مؤتمر عام للصحفيين للحديث عن قضايا المهنة وبلورة المقترحات والطلبات التي سيتم تقديمها في الحوار الوطني.

كان من المفترض أيضا أن يعقد النقيب مجموعة من اللقاءات بشيوخ المهنة والنقباء السابقين لمناقشة ما يخص الملفات التي ستطرح في الحوار، لكن مع الأسف لم تسع النقابة ممثلة في نقيبها لسماع آراء الصحفيين ومقترحاتهم واكتفت بالمراسلات والتي يحق للنقيب فقط البت فيها، وبالتالي نحن لسنا على دراية بما سيتم الأخذ به وطرحه في الحوار الوطني أو ما سيتم استبعاده.

 من وجهة نظرك، ما هي أبرز الملفات التي من المنتظر تناولها في الحوار بخصوص الصحفيين؟

كان من المفترض أن يكون هناك مقدمات للحوار الوطني، فعلى الأقل كان يجب أن يتم الإفراج عن كافة الصحفيين المحبوسين احتياطيا، وأن يرفع الحجب عن كافة المواقع المحجوبة.

وأعتقد أن هناك الكثير من الملفات يجب أن تطرح في هذا الحوار وعلى رأسهم تحرر الصحافة وملف الحبس الاحتياطي للصحفيين إلى جانب احتكار الصحافة وسيطرة جهة واحدة على أغلب المواقع الصحفية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Site Logo
موقع نقابة ميتر هو موقع متخصص في الشأن النقابي، أسسه مجموعة من الصحفيين المصريين أعضاء الجمعية العمومية لربط الجمعية العمومية بمجلس النقابة وخلق حالة من التواصل بينهما، للمساهمة في الدفع بالمجلس نحو المزيد من التطور والتعاطي مع قضايا الصحفيين، وأيضا لمساعدة أعضاء الجمعية العمومية في اختيار أفضل المرشحين لمجلس نقابة الصحفيين الذين يكرسون جهودهم لصالح المهنة والجماعة الصحفية.
© جميع الحقوق محفوظة نقابة ميتر ٢٠٢٣
متوفرة تحت رخصة المشاع الإبداعي، 3.0 يتوجب نسب المواد الى « نقابة ميتر » - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص