تابعت باهتمام ما كتبه الزميل والصديق مساعد الليثي عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية للصحفيين، وعن هامش الحريات الصحفية الذي يضيق كل يوم، وعن الأزمات الحادة التي تعيشها مهنة الصحافة، وتفاعلاً مع ما كتبه الزميل العزيز، وتقديراً لدعوة الزميلة والصديقة العزيزة شيماء حمدي ومطالبتها لي بالتعليق على ما كتب أطرح عليكم الآتي:
أولا: إذا أردنا تشخيصا دقيقاً لأزماتنا فإني أعتقد أن أزمة النقابة خلال الأعوام الأخيرة تتجلى في الغياب الكبير لجمعيتها العمومية، فقد رفعت الجمعية العمومية خلال السنوات الماضية شعار" الانتخاب والانصراف"، ففرطت في حقها الأصيل في الرقابة على المجلس، وفي المطالبة والضغط المستمر عليه لوضع حلول، وحدود، لأزمات تكاد تعصف بمهنة الصحافة.
ثانيا: طرحت في حملتي الانتخابية الأخيرة شعار أستطيع أن أختصره في عنوان "من هنا نبدأ"، فعلى عكس الكثيرين كنت، وما زلت، أرى أن حرية الصحافة وحرية المحتوى هما الأصل في أي تطور ننشده للمهنة، فلا صحافة بدون حرية، ولا تقدم بدون قدرتنا على الكتابة بلا قيود، فمن هنا تعود الصحافة لقارئها، ويعود القاريء للصحافة، وتعود الإعلانات التي تمول الجزء الأكبر من رواتب الصحفيين، فلا إعلانات ستأتي ولا تسويق سينجح لمواقع وصحف لا يقرأها أحد، بل أضحت أشبه بالنشرات الرسمية، فإذا عادت الحرية وعدنا لقدرتنا على نشر الحقيقة بلا خوف وعلى التعبير عن قضايا المجتمع بلا تردد، عاد للصحافة بريقها وتأثيرها وقطعنا شوطاً مهماً في مساحة حق الصحفي في الأجر العادل.
ثالثا: أستطيع القول إن دعوة الصديق مساعد الليثي جاءت في موعدها تماماً، وأرى أن البداية يجب أن تكون بتنظيم جلسة تجمع الأسماء التي ذكرها، وآخرين، لفتح حوار واسع حول قضيتين يرتبطان بمصير ومستقبل المهنة:
*حرية الصحافة..
*أجور الصحفيين وأوضاعهم المعيشية..
ولنعتبر ما يصدر عن هذه الجلسة هو مهمة عمل لمجلس النقابة والجمعية العمومية على السواء، ولنتذكر جيداً: إذا عادت الجمعية العمومية لدورها الأصيل والمهم انتظم عمل المجلس وفزنا، على الأقل، بالقدرة على فتح أوسع حوار ممكن حول قضايانا الكبرى، والحوار، كما أعتقد، هو دائما الخطوة الأولى لحل كل الأزمات.