يونيو 24, 2021

أبو السعود محمد يكتب: جمعية عمومية مصغرة

لما كانت هناك جمعية عمومية "لابدة في الدرا"، ظهر مجلس النقابة "النائم في العسل".

إذاً ما العمل يا صديقي الليثي، كي نستيقظ جميعاً، وهناك كثير من الأمور التي تركناها، وساهمت في قتل العمل النقابي وعدم انتقاله من جيل إلى جيل، بل وأسفرت عن أعضاء مجلس نقابة لكنهم غير نقابيين إلا بصفتهم في الهوية الصحفية "كارنيه النقابة".

فعل سبيل المثال غاب عن الجميع أن لجان المجلس ليس لأعضاء المجلس، يصبح  من خلالها الزميل العضو رئيسا للجنة ما،بل هي لجان للجمعية العمومية، يتم اختيار عضو المجلس ليكون مقررا لها، فيشكلها من أعضاء الجمعية العمومية من أجل العمل معاً، وليس كي يفعل فيها ما يشاء، حتى يخرج بإنجازات فردية.

أصبح المجلس يكتفي بتوزيع مهام اللجان على أعضائه، ويتفنن في توزيع صفات، مثل صفة وكيل شؤون " المش عارف إيه"-وهو اختراع قديم بالمناسبة وليس حديث أظنه ظهر أيام الأستاذ مكرم الله يرحمه-لكنه يترك هذه اللجان خاوية على عروشها بلا أعضاء من الجمعية العمومية، الذين قد يكونوا قادرين على المساعدة من خلال مصادرهم أو بخبراتهم في الملف الذي تعمل فيه اللجنة.

يحتكر أعضاء المجلس العمل في النقابة وتنتظر الجمعية العمومية موسم انتخابه، إلا القليل الذين يفكرون بأسلوب العمل النقابي الحقيقي، وللأسف كلهم أصبحوا في الظل لأسباب مختلفة. الآن أرى أنه حان الوقت للتفكير بأسلوب العمل النقابي، وتشكيل مجموعة عمل، تكون الحل الوحيد لإنقاذ الموقف، وإتاحة فرصة لنقل ما تبقى من مفهوم العمل النقابي من جيل إلى جيل جديد.

صديقي الليثي.. لقد طرحت رؤيتك الرائعة لإنقاذ الوضع في نقابة الصحفيين، ونحن معك بكل تأكيد، فماذا بعد القول والكتابة نحن فاعلون، وقد أسهبنا فيهما على فترات طويلة دون فائدة. أتصور أن الحل هو أن نشكل مجموعة عمل نقابية حقيقية تكون بمثابة جمعية عمومية مصغرة، قادرة على تحريك المياه الراكدة.

هذه المجموعة تتابع وتراقب وتقوّم عمل المجلس، وتجمع وتنسق أفكار الجمعية العمومية، وتعرضها للتنفيذ، وتساعد على تنفيذها، وتراقبه.

يكون لهذه المجموعة منسق عام يختار بالانتخاب كل اجتماع، ويكون لها لجان مماثلة للجان مجلس النقابة أو حسب الحاجة، تجتمع أسبوعياً أو نصف شهري أو شهريا حسب الاتفاق. تناقش الأوضاع، وتبحث المشاكل والمعوقات، وتضع الحلول، وتقدمها لمجلس النقابة، ثم تتابع.

هذه المجموعة ربما تكون قادرة على رأب الصدع وتضيق الفجوة بين المجلس والجمعية العمومية، تكون قادرة على إعادة العمل النقابي إلى نصابه.

الحقيقة أن النقابة ليست بحاجة إلى مجلس نقابة أو جمعية عمومية بقدر ما هي بحاجة إلى نقابيين حقيقيين، يأخذون بيد الجميع إلى بر الأمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Site Logo
موقع نقابة ميتر هو موقع متخصص في الشأن النقابي، أسسه مجموعة من الصحفيين المصريين أعضاء الجمعية العمومية لربط الجمعية العمومية بمجلس النقابة وخلق حالة من التواصل بينهما، للمساهمة في الدفع بالمجلس نحو المزيد من التطور والتعاطي مع قضايا الصحفيين، وأيضا لمساعدة أعضاء الجمعية العمومية في اختيار أفضل المرشحين لمجلس نقابة الصحفيين الذين يكرسون جهودهم لصالح المهنة والجماعة الصحفية.
© جميع الحقوق محفوظة نقابة ميتر ٢٠٢٣
متوفرة تحت رخصة المشاع الإبداعي، 3.0 يتوجب نسب المواد الى « نقابة ميتر » - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص