ترشح محمد الجارحي على عضوية مجلس نقابة الصحفيين (تحت السن) لأول مرة في انتخابات التجديد النصفي القادمة، ولمع اسم الجارحي خلال السنوات الماضية على خلفية مبادرة مستشفى 25 يناير الخيري التي أطلقها وأشرف عليها حتى أصبحت صرح طبي يخدم المواطنين في محافظة الشرقية.
يأمل الجارحي في حواره مع نقابة ميتر، أن تأتي انتخابات النقابة بمجلس يعمل وقف تدهور المهنة والنقابة معاً، وإليكم نص الحوار:
ما أسباب ترشحك لانتخابات نقابة الصحفيين؟
على مدار السنوات الماضية، كان يطالبني بعض الأصدقاء بالترشح على عضوية مجلس النقابة، لكني كنت أرفض لأنه عمل عام وليس مجرد منصب، ومن يترشح لابد أن يكون لديه الوقت الكافي للزملاء الصحفيين وللنقابة والمهنة، وأنا على مدار ما يقرب 10 سنوات كان لدي حلم كبير وهو إنشاء مستشفى تخدم الجميع وتقدم والعلاج بالمجان، وهذا المشروع استنزفني قتاً وجهداً بشكل كبير، والحمد لله انتهيت من المستشفى وهو ما دفعني للترشح في هذه الانتخابات.
هذا بالإضافة إلى أن ما حدث بالنقابة خلال الفترة الاخيرة وتدهور أوضاعها، جعلني أشعر بالمسؤولية تجاه النقابة وبخاصة أنني بطبعي شخص إيجابي، ولذلك رأيت أن هناك ضرورة للمشاركة وأن خبرتي في العمل العام لابد أن تنعكس على المهنة والنقابة وزملائي.
في حالة عدم نجاحك هل ستستمر في تقديم خدمات داخل النقابة؟
من يحب العمل العام وخدمة الناس، لا يتأثر بنتائج الانتخابات، أنا لم أكن بعيدا عن الزملاء أو النقابة طوال السنوات الماضية لكني لم استعرض ذلك، لكن كلما كان لدي فرصة في مساعدة أو خدمة أي زميل لم اتأخر.
لكني أتمنى أن يشهد المجلس تغير في هذه الدورة الانتخابية، لأن وجود أصوات لديها رؤية تستطيع التغير ومعالجة الخلل ووقف النزيف المستمر في جسد المهنة مهم، فالوضع أصبح مقلق وخطر.
ما رأيك في أداء النقابة خلال الأربع سنوات الماضية؟
على مستوى المهنة؛ كرامة الصحفي سواء كان عضو نقابة أو لا أهينت، ولا يوجد الاحترام والتقدير الكافي للمهنة ولأبنائها الذي كان موجود عبر السنوات الماضية، فهناك تراجع شديد في المهنة نتيجة القيود المفروضة عليها ومحاصرتها، وأن الصحفيين والمهنيين إما مقيدين في أعمالهم أو تحولوا لموظفين بفعل فاعل، أو تركوا الصحافة وبحثوا عن عمل آخر، ونتيجة هذا تراجعت ثقة المواطن بشكل كبير.
أما على مستوى النقابة؛ فلم تكن تدار من أعضائها ولا من مجلسها وكان هناك حالة تحزب داخل النقابة، بمعنى أن هناك أعضاء من المجلس بلا دور حقيقي، وتم تهميش بعض الأعضاء بسبب سيطرة البعض، وهذا لا يليق بالنقابة التي كانت تضرب المثل بالتنوع بين أعضاء مجلسها.
وهناك تراجع شديد في أداء المجلس والدليل على ذلك هو قلة اجتماعاته، وهذا لا يليق بالنقابة ولا يليق بثقة الجمعية العمومية التي منحها للمجلس، لأن اللائحة تقول أن المجلس لابد أن يجتمع مرة على الأقل شهريا، وهو ما لم يحدث.
وهذا يعود إلى أسباب كثيرة منها انشغال عدد كبير من أعضاء المجلس في مهام أخرى وكثيرة، بالإضافة إلى واجهة النقابة التي غُطيت بشكل غير مبرر ومتعمد، وظهر فيها إهدارا للمال العام، نتيجة أن النقابة طوال هذه السنين تدفع إيجار السقالات، في حين أن عدد كبير من الصحفيين أوضاعهم المعيشية ضئيلة، وإيجار تلك السقالات كان من الممكن أن تساعدهم في ظل الأوضاع المعيشية المتردية التي نمر بها.
ماذا سيقدم محمد الجارحي بعد فوزه بالمنصب؟
سأقدم مجموعة من الخدمات، وهناك أدوار أخرى حيال المهنة والصحفيين، من بين ما أسعى إليه هو عودة كرامة الصحفيين، بالإضافة إلى الأجور(عقود الصحفيين- بدل التدريب والتكنولوجيا) فالأجور متدنية جداً وهذا لا يليق بمهنة تقود الرأي، فالأوضاع الاقتصادية والمهنية للصحافة أقل بكثير من جيرانها، سواء في نادي القضاة أوالمحاميين.
إلى جانب الفصل التعسفي الذي تعرض له الكثير من الزملاء خلال الفترة الأخيرة دون تحرك من النقابة على الرغم من صلاحياتها في ذلك، فضلاَ عن ملف تطوير المهنة والنقابة، وعلى الرغم من أن بعض الزملاء يمكن أن يروه غير مهم لكنه من أولوياتي، فالإعلان عن الدورات تتم بطريقة لا تليق بالنقابة.
وأسعى إلى أن يكون هناك ميكنة لخدمات النقابة سواء مشروع العلاج أو دورات النقابة أو غيرها من الخدمات، إلى جانب تطوير ورفع قدرات الصحفيين، فهناك إهدار مال عام في هذا الملف. ويذكر أن هناك مجالس سابقة استطاعت عمل مركز تدريب في الدور السادس تكلف 60 مليون جنيه بمنحة من السلطان القاسمي حاكم الشارقة، هذا الدور اليوم مغلق وغير مستغل رغم أن الهدف منه هو أن يكون أحد أسباب تنمية موارد النقابة، وللأسف لم يحدث ذلك.
كما أرى ضرورة تطوير مهارات الصحفي بشكل حقيقي، فهناك تطور سريع في صحافة الذكاء الاصطناعي والعالم كله متجه نحو صحافة الموبايل، وبالتالي هناك تطور في الأفكار، ولا يصح نحن كصحفيين أن نظل محلك سر، فلابد من مواكبة التطور التكنولوجي وإلا سيفقد عدد كبير من الصحفيين وظائفهم.
ما هي وعود محمد الجارحي الانتخابية؟
في البداية أنا أعترض على كلمة وعود انتخابية التي أصبحت سيئة السمعة، فأنا أقول لدي خطة أو برنامج ولدي رؤية أريد تحقيقها، وهذه الرؤية تحتاج وعي من الجمعية العمومية، فبمفردي لا أستطيع فعل شيء، ولابد من تمثيل هذا الوعي داخل مجلس النقابة، ولابد من أن يكون مجلس النقابة لديه خوف على مصالح الزملاء، لأن المجلس الحالي لم يكن منفتحا على الحلول التي كان يقدمها الزملاء في الملفات المختلفة.
ما اللجنة التي يريد الجارحي أن يترأسها أو يعمل بها حال نجاحه في الانتخابات؟
لو كتب لي النجاح هناك ملفين أريد العمل عليهما، أولا: العلاج، نتيجة للخبرات التي أمتلكها في هذا الملف، ثانيًا: ملف التدريب والتطوير، وأتمنى أن أستطيع تغيير المنظومة داخل النقابة(ميكنة منظومة العمل داخل النقابة).
ما هي الرسالة التي تريد توجيهها للجمعية العمومية قبل الانتخابات؟
النقابة في وضع خطر ولابد من أن نتحمل المسؤولية، فأنت المسؤول الأول عما ستؤول إليه هذه الانتخابات باختياراتك. أدعوكم للنزول والتصويت واختيار الأصلح لتغيير الوضع السيئ الذي نعيشه ونلمسه جميعا.