ما يميز صحفي عن آخر هو خلق الأفكار الصحفية وتطويرها لتصبح مقترحا قابلا للتنفيذ مع زاوية مبتكرة. فرغم أهمية متابعة الأحداث وتعلم مهارات وأدوات تطوير الموضوعات وإتاحتها لمعظم الصحفيين، يبقى قليلون فقط قادرون على ابتكار الأفكار وزوايا المعالجة الفريدة لموضوعات تشغل المجتمع حتى وإن كان تم تناولها قبل ذلك.
ما هي الفكرة الجيدة؟
يجب أن تمتاز الفكرة الصحفية بالعديد من الخصائص حتى تكون جديرة بالتطوير والتنفيذ والمتابعة. أولى تلك الخصائص أن تكون مثيرة. والإثارة هنا ليست بالمعنى السيئ الذي تنتهجه بعض الصحف والمواقع التي تبحث عن الزيارات "الترافيك" بعيدا عن المضمون المهني، ولكن هنا نقصد أن تكون جديرة بشد انتباه القارئ، فإذا لم تكن الفكرة جاذبة لاهتمامه فما جدواها؟!.
أهمية الفكرة لقطاع كبير من المجتمع من مواصفات الفكرة الجيدة، حتى تحقق صدى لدى القارئ وصناع القرار، فإذا لم تكن للفكرة أهمية فلن يكون لها قراء.
القدرة على تحديد عناصر وأطراف الفكرة، يساعد في معالجة الفكرة وخلق زاوية مبتكرة لتنفيذها، كما يساعدك على تحديد الجمهور المستهدف والأسلوب الأمثل لمخاطبته.
كثير من الأفكار المميزة تولد من رحم الأحداث سواء محلية أو عالمية، ما يوفر لها رواجا واهتماما أكبر من قبل القراء، وكونها ناضجة وطازجة وتصلح للعمل الآن يزيد من ثقل الفكرة وأهميتها.
كيف تحصل على فكرتك الفريدة؟
مهارة الصحفي وخبرته العملية وذكاءه في إدراك وتحديد جمهوره ومحيطه الجغرافي والزمني هي أدواته الأساسية لإنتاج أفكار لقصص صحفية مميزة. فيمكنه معالجة حدث في الحاضر بعرض حدث في الماضي، كما يمكنه استقراء مستقبل الأحداث وأثرها.
الاستعانة بأدوات التكنولوجيا الحديثة يمكنها أيضا أن تكون مولدا لكثير من الأفكار عبر المتابعة والرصد لمواقع التواصل أو التنبيهات الخاصة بالتطبيقات والأدوات التي توفرها الشركات في رصد القراء واهتماماتهم.
"جوجل تريند" من أبرز الأدوات الصديقة للصحفيين. وهي أداة توفرها شركة جوجل لرصد اهتمامات القراء عبر رصد عمليات بحثهم على المحرك الشهير. وهي متوفرة في كثير من البلدان وليس كلها مع الأسف، كما أنها ليست لحظية ومتأخرة لبعض الوقت في مصر على سبيل المثال، ولكنها تظل أداة مهمة لرصد اهتمامات القراء وما يبحثون عنه.
"تريند24" أيضا يمكنه أن يرافقك في رحلة البحث عن الأفكار. وهو موقع لرصد عمليات البحث على موقع التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر"، وبه ميزة فعالة للرصد الزمني، فيمكنك تحديد الفترة الزمنية المراد البحث خلالها عن اهتمامات الجمهور على تويتر.
كما يمكنك الاستعانة بتنبيهات جوجل لرصد حدث معين يحوذ على اهتمامك أو اهتمام القراء. وسوف يقوم الموقع العالمي بإرسال أهم ما تمكن من أرشفته في رسالة عبر بريدك الإلكتروني لهذا الحدث. فإذا ما كنت مهتم مثلا بالكتابة عن اللاعب المصري محمد صلاح، قم بإضافته إلى قائمة إشعاراتك ليصلك أبرز ما ينشر على الشبكة العنكبوتية باللغة التي تحددها عن اللاعب لتصنع زاويتك الفريدة.
احرص على تكوين شبكتك الخاصة من المصادر لتتابعها لمعرفة ما يتعلق بموضوع أو ملف معين. فربما تقرأ رأي أو معلومة أو بيانات عبر هذه الشبكة، لتكون أي منها شرارة فكرتك. فكلما كانت شبكة مصادرك ذات ثقل وأهمية في مجالها وفي دائرة صنع القرار ستساعدك في صنع أفكارك بشكل أكثر دقة وبزاوية تناول مختلفة.
استمع جيدا.. المصدر الأهم للأفكار الفريدة والمميزة هو الاستماع إلى الناس، في المقهى أو النادي أو العمل، أو الأهل، وحتى المواطنين في المواصلات العامة، كل هؤلاء يمكن أن تحصل من خلال الحديث معهم على أفكار مميزة، وبالتأكيد يملك كل منهم قصة تستحق أن تروى وتحظى بالمعالجة الصحفية، لتجد صداها فهي بالأساس قصة صحفية من الناس ولهم.