كانت تدشين لجنة المرأة أبرز القرارات التي اتخذها مجلس نقابة الصحفيين في أبريل عام 2021 برئاسة نقيب الصحفيين السابق ضياء رشوان، وأسندت مهام اللجنة التي طالب بها عدد من الصحفيات على خلفية الأزمات التي تعانيها الصحفيات في المؤسسات الصحفية إلى الكاتبة الصحفية دعاء النجار عضو مجلس نقابة الصحفيين، ومقررة لجنتي المرأة والنشاط والسكرتير العام المساعد، والتي فازت بمقعد المجلس في انتخابات التجديد النصفي عام 2021.
وكانت لجنة المرأة أيضًا ضمن أبرز الوعود الانتخابية التي تحدثت عنها النجار في برنامجها الانتخابي، عن دور اللجنة وما تقدمه لجنة النشاط، وما حققته النجار من وعود انتخابية خلال الأربع سنوات، وعن إمكانية ترشحها في الانتخابات القادمة، كل هذه الأسئلة طرحناها على عضو مجلس نقابة الصحفيين دعاء النجار وإليكم نص الحوار.
ما آخر تطورات عمل لجنة المرأة؟
مع بداية الدورة الحالية لمجلس النقابة اعتمد أداء اللجنة على إقامة الفعاليات والندوات التي تناقش قضايا المرأة ومشكلاتها تنفيذًا للتوصيات التي خرجت بها الاجتماعات الموسعة للجنة، فضلا عن قيام اللجنة بمقابلة ومخاطبة المسئولين في الوزارات والجهات المعنية لإعداد بروتوكولات التعاون والاتفاقيات للعمل على توفير بيئة عمل أكثر أمانًا ومنها وزارتي العمل، والشباب والرياضة، والمجلس القومى للمرأة، والأكاديمية الوطنية للتدريب.
كما تستعد اللجنة خلال الأيام القليلة المقبلة لإقامة احتفالية عيد الأم وهو تقليد جديد لتكريم نماذج العطاء والتضحيات بين الزميلات الصحفيات ورائدات المهنة، فقامت كل مؤسسة بترشيح النموذج الخاص بها دون تدخل من اللجنة فيما يتعلق بالاختيار.
علاوة على أن اللجنة تولت فى يناير ٢٠٢٤ الماضى مهام تدريب الأطفال أبناء الصحفيين فى دورات متقدمة ما بين دورة الحساب الذهني ومهارات فن الدوبلاج وإنتاج الفيديوهات الكرتونية وبرمجة الروبوت.
ما خطة اللجنة خلال العام الحالي؟
سوف تقوم اللجنة خلال الفترة القادمة بتنظيم ورش العمل المتخصصة فى قضايا المرأة وسوف نبدأ ذلك بمجموعة من ورش العمل مع بعض الوزارات سوف يتم الإعلان عنها بعد عيد الفطر المبارك إن شاء الله. وسوف تقوم اللجنة أيضا بالتوسع فى دورات أبناء الصحفيين الفترة القادمة.
ناقشت لجنة المرأة مدونة السلوك الصادرة عن وزارة العمل، هل ستعمل اللجنة على تطبيقها داخل المؤسسات الصحفية؟
نعم ستسعى اللجنة لتفعيل مدونة السلوك الصادرة عن وزارة العمل داخل المؤسسات الصحفية لمناهضة كافة أشكال العنف والتمييز ضد المرأة فى بيئة العمل وتعزيز مبدأ تكافؤ الفرص بما يحقق رؤية مصر ٢٠٣٠.
ما آليات اللجنة في مواجهة شكاوى التحرش داخل المؤسسات الصحفية؟
أحب أوضح أن لجنة المرأة هى لجنة نقابية تعمل تحت مظلة نقابة الصحفيين فى إطار مؤسسى تحكمه القوانين واللوائح المنظمة للعمل النقابي، وتدخلها فى أى مشكلة من واقع شكاوى رسمية أو وقائع فعلية لها شهود، فلم تتلق اللجنة منذ إقرارها فى ٢٢ إبريل ٢٠٢١ وحتى الآن سوى شكوى واحدة رسمية في ١٠ فبراير ٢٠٢٢ من عدد من الزميلات بموقع مصر ٣٦٠ (نقابيات وغير نقابيات) ضد رئيس تحرير الموقع بالتعنيف والترهيب المستمر لهن، ووقتها بادرت اللجنة بالتضامن مع الزميلات وعرضت مقرر اللجنة شكاوى الزميلات على مجلس النقابة وبدوره قرر تشكيل لجنة لبحث مشكلاتهن وتم إتخاذ الإجراءات النقابية لعودة حقوق الزميلات.
واسمحي لي أن أتحفظ على صيغة السؤال: "حول آليات اللجنة فى مواجهة شكاوى التحرش فى المؤسسات الصحفية" فأين شكاوى التحرش أو الشاكيات فى هذه القضية خاصة أن اللجنة دائما تؤكد على حماية الشاكيات وإخفاء هويتهن إذا رغبن ذلك، فالحديث عن وجود تحرش دون شكوى رسمية أو دليل، أمر يسيء للمهنة قبل الإساءة للزميلات والزملاء فى وسط مستحيل أن تُخفى عليه صغيرة أو كبيرة بحكم طبيعة عملنا كصحفيين.
أسست اللجنة في 2021 ورغم ذلك لم يتم تفعيلها بشكل جاد إلا في 2023 فما أسباب ذلك؟
اللجنة منذ إقرارها فى ٢٠٢١ وهى تقوم بدورها فى أن تكون همزة الوصل بين الزميلات الصحفيات ومجلس النقابة فى المشكلات والقضايا التى يتعرضن لها خلال ممارستهن العمل الصحفى، وفى إطار ذلك ساندت اللجنة الزميلات الصحفيات نقابيا، علاوة على المساندة القانونية بالتعاون مع إدارة الشئون القانونية بما يضمن حصولهن على حقوقهن وتقديم كافة الإجراءات الداعمة لهن وكل هذا موضحا فى تقريري اللجنة مع المجلسي السابق والحالي.
علاوة على أن فى ٢٠٢١ كان هناك قرار مجلس سابق بوقف الأنشطة والفعاليات داخل النقابة نظرًا لانتشار فيروس كورونا فلم نتمكن من إقامة الاجتماعات والفعاليات، ومع بداية عمل المجلس الحالى لا يمر شهرًا إلا وتنظم اللجنة إجتماعا أو ندوة تناقش فيها قضايا المرأة أو الزميلات الصحفيات.
هناك انتقادات وجهت للجنة المرأة لعدم وجود إصلاحات جادة حتى الآن داخل المؤسسات فيما يخص وضع الصحفيات فما تعليقك؟
دعينى أوضح وأؤكد لك أن تحرك اللجنة يأتي من واقع المشكلات التى تتعرض لها الزميلات الصحفيات فوضع كل مؤسسة ومشكلاتها يختلف عن الأخرى وبالتالى يصعب تعميم المشكلات. ورغم ذلك هناك خطوات جادة قادمة نحو تحسين بيئة العمل للمرأة الصحفية ومناهضة كافة أشكال التمييز ضدها.
برأيك هل الصحفيات يحتجن إلى دعم خاص أو إضافي لتمكينهن داخل المؤسسات الصحفية؟
طبعا، أرى ضرورة الاهتمام دائما بتمكين المرأة الصحفية إعمالا لمبدأ تكافؤ الفرص وعدم حرمانها من حقها في الترقي والوصول لأعلى المناصب لأنها أثبتت جدارتها فى جميع المهام الموكلة إليها. وخاصة أننا نعيش فى مناخ عام داعم للمرأة وتمكينها.
الأمر نفسه في النقابة، لماذا تظل نسبة تمثيل النساء داخل مجلس النقابة محدودة جدًا؟
ربما لأن العمل النقابى من المهام الشاقة بالنسبة للمرأة الصحفية ويحتاج إلى تفرغ وجهد مضاعف إلى جانب مهام عملها الصحفى ومسئولياتها الحياتية والأسرية، لكن لو عدنا لتاريخ النقابة وبدايتها سنجد أن المرأة الصحفية لعبت دورًا كبيرًا، ومؤثرًا على مدار تاريخ النقابة الممتد طوال 83 عامًا، أثبتت خلاله كفاءتها وجدارتها، وأنها شريك أساسي وفاعل، برز هذا في محطات تاريخية نعتز بها جميعًا، فكانت أربع سيدات وهن: نبوية موسى، فاطمة نعمت راشد، فاطمة اليوسف، منيرة عبد الحكيم، ضمن المائة المؤسسين للنقابة، وشاركن فى أول جمعية عمومية لها في عام 1941م.
واستطاعت المرأة الصحفية الوصول لعضوية المجلس بالانتخاب، وكسب ثقة زملائها الرجال قبل النساء، مشيرة إلى أن أول صحفية تفوز بعضوية مجلس نقابة الصحفيين أمينة السعيد فى الدورة 14، عام 1954م، واستمرت تسع دورات حتى عام 1962م، وشغلت منصب وكيل النقابة ثلاث دورات متتالية، ثم غابت الصحفيات عن مجلس النقابة حتى عام 1967م.
فى عام 1974م، عاد مجددًا تمثيل الصحفيات بالمجلس على مدى ثلاث دورات 26- 27 -28 بعضوة واحدة على التوالى، وهن: نوال مدكور، أمينة شفيق، فاطمة سعيد، ثم ارتفع عدد النساء فى المجلس إلى ثلاث عضوات بالدورة الواحدة، على مدى دورتين متتاليتين 29 و30، حتى عام 1977م، أمينة شفيق، بهيرة مختار، فاطمة سعيد.
و فى عام 1980م، انخفض العدد فى الدورة 31 إلى عضوتين أمينة شفيق، فاطمة سعيد، التى شغلت منصب أمينة الصندوق، وتراجع تمثيل الصحفيات فى المجلس بعضوة واحدة هي أمينة شفيق على مدى ثلاث دورات 32- 33- 34، حتى عام 1985م، حيث فازت سناء البيسى فى الدورة 35، عام 1987م، وارتفع مجددًا عدد العضوات فى المجلس إلى عضوتين أمينة شفيق، وسناء البيسى بالدورة 36، عام 1989م.
وفى الدورة 37، عام 1991م، فازت أمينة شفيق وشغلت منصب السكرتير العام، كذلك فازت عضوتان، أمينة شفيق، وشويكار طويلة فى الدورة 38، عام 1993م، ثم انخفض التمثيل إلى عضوة واحدة هى أمينة شفيق فى الدورتين 39، و40، حتى عام 1997م، أما خلال أربع دورات فى الفترة من 1999م حتى 2005م، غابت الصحفيات عن المجلس، ثم فازت عبير السعدى فى الدورات 45، 46، 47، 48، من 2007م حتى 2013م، وفى الدورة 48، انضمت لها حنان فكرى، واستمرت حتى الدورة 49، وفي الدورتين 50، 51 المجلس دون نساء إلى أن فازت عضوة المجلس الحالية في الدورة 52 عام 2021م.
ولهذا تدعو اللجنة دائما الزميلات الصحفيات للدخول بقوة فى العمل النقابى وخوض الانتخابات والسعي للوصول إلى المناصب القيادية الصحفية لأنها على قدر المسئولية والمهام الموكلة إليها وهذا ما أكده التاريخ الطويل للنقابة والعمل النقابي كما سبق وذكرت.
في وعودك الانتخابية تحدثتي عن استعادة حق الصحفيين في الخصم على تذاكر المترو ووسائل النقل العام، وحتى الآن لم يحدث لماذا؟
بالفعل أعلنت ذلك فى برنامجى الإنتخابى عام ٢٠٢١ فى إطار ضرورة السعي للتخفيف على الزملاء ولو جزء من الأعباء المالية الملقاة على عاتقهم خاصة أن طبيعة عملنا الصحفي تحتاج التنقل يوميا فى كل مكان بين وسائل المواصلات المختلفة، وبالفعل سعيت لتحقيق ذلك بمخاطبة عدد من المسئولين فى لقاءات متعددة لكن الموضوع توقف حيث إنه كانت هناك قرارات قد تتيح تخفيضا على وسائل النقل لبعض فئات المجتمع فى وقت معين ويستمر ذلك لسنوات، ومع تطبيق بعض القوانين التي تحظر الاستثناءات بين المواطنين توقف الأمر، لكن لازلت أؤكد أن طبيعة عمل الصحفى تختلف عن المهن الأخرى فهو مطالب طوال الوقت بالتنقل والسفر من مكان لمكان لإنجاز مهام عمله وهو ما يستوجب أن يعود هذا الخصم مرة أخرى.
تحدثتي في وعودك الانتخابية عن تطوير الدورات التدريبية في النقابة بما يتواءم مع التطور العالمي في الصحافة، ماذا قدمتي لملف التدريب في النقابة؟
بالفعل تحدثت ضمن برنامجى الإنتخابى فى ٢٠٢١ عن ضرورة وجود نقلة فى مجال تدريب الصحفيين بما يتواكب مع التطور العالمى فى هذا المجال خاصة أن النقابة لديها أحد أهم مراكز التدريب المتطورة والذي يعد الوحيد من نوعه بين النقابات العربية، لكن بعد فوزي في الانتخابات وانضمامي لمجلس النقابة خرج تشكيل اللجان بتكليفي بمهام أخرى وهى لجنتي المرأة والحريات ومسابقة الصحافة المصرية فى المجلس السابق والمرأة والنشاط فى المجلس الحالى فلم أتولى مهام لجنة التدريب وهناك زملاء تم تكليفهم بهذا الملف ومسئولين عنه.
وعدتي في برنامجك بتخصيص لجنة معنية بمتابعة الأفكار والمقترحات البناءة التي جاءت بالمرشحين الذين لم يحالفهم الحظ، فما سبب عدم وجود اللجنة؟
اقترحت فى برنامجى الإنتخابى وجود لجنة للمرأة وأخرى لمتابعة الأفكار والمقترحات الخاصة بالمرشحين، لأن كل فكرة إيجابية أو مقترح سيصب فى النهاية لصالح الزملاء أعضاء الجمعية العمومية، لكن تم إقرار لجنة المرأة فقط بموافقة كامل أعضاء المجلس كالجنة مستحدثة تمنح الزميلات الصحفيات تميزًا إيجابيًا ولم يتم إقرار اللجنة الأخرى رغم أهميتها أيضا.
العام القادم انتخابات التجديد النصفي، هل ستترشحين مرة ثانية في الانتخابات القادمة؟ ما أبرز نقاط برنامجك القادم؟
أقوم بدراسة أمر الترشح فى الانتخابات القادمة، وسوف أعلن قراري على الزملاء إن شاء الله فور اتخاذ القرار، واتمنى استمرار تمثيل العنصر النسائي داخل مجلس النقابة.