أهدت نقابة الصحفيين درع النقابة إلى السفير الفلسطيني في مصر، بعد انتهاء المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم في مقر النقابة.
استضافت نقابة الصحفيين، أمس، الأربعاء، السفير الفلسطينى دياب اللوح، للكشف عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، حيث بدأ اللقاء بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء، وذلك بحضور خالد البلشى نقيب الصحفيين، والكاتب الصحفى حسين الزناتى وهشام يونس ومحمد سعد عبد الحفيظ، وبحضور أسامة عبد الحي نقيب الأطباء، ود. خالد سليم النقيب العام للأطباء البيطريين ونائب رئيس اتحاد المهن الطبية.
قال دياب اللوح، سفير فلسطين لدى القاهرة، إن "مصر رفضت التهجير وهذا موقف تاريخي لها، ونحن مع موقف الرئيس السيسي ونتمسك بكلمته أننا لا نقبل فكرة التهجير وتفريغ القضية الفلسطينية، ولا نقبل إقامة دولة دون غزة"، وجدد مطالبه بإقامة دولة ذات سيادة فلسطينية على أرضها.
وأضاف "اللوح" أن مصر تعلق أمل على قمة السلام المنعقدة في القاهرة يوم السبت، ويأمل منها وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، مشيرا إلى أنّ إلغاء مشاركة بايدن في الاجتماع أمر طبيعي، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدناها، أمس، وهو تعبير عن رفض الدول العربية المشاركة في القمة الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل.
وأشار السفير الفلسطينى بالقاهرة، خلال اللقاء المفتوح، إلى أن إسرائيل كانت فى حالة انهيار وشلل تام في أعقاب ما حدث فى 7 أكتوبر الماضى، مشددا أنه لا يوجد اتفاقية سلام ستبرم بين فلسطين وقوات الاحتلال إلا بعد استعادة الأراضي التي احتلتها في 1967.
وأضاف أنه لا يوجد إحصائية دقيقة حتى الوقت الراهن جراء القصف الغاشم على المستشفى المعمداني بغزة، وهناك إحصائية مبدئية تكشف أن أعداد الشهداء قد يتراوح من 500 إلى 800 شهيد.
وقال دياب اللوح، إن الاحتلال الإسرائيلى هو الذى يعطل ويعرقل تشغيل معبر رفح، مشددا أن مصر لم تغلق عمل المعبر منذ عام 2018، قائلا:" نحمل قوات الاحتلال الإسرائيلى تعطيل وغلق معبر رفح".
وأشار السفير الفلسطينى بالقاهرة، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمارس أبشع الجرائم فى القدس بجانب الاقتحامات التى ترتكبها على المسجد الأقصى، مؤكدا أنه حتى هذه اللحظة تم تدمير قرابة 5 آلاف عمارة سكنية، وقرابة 30 ألف وحدة سكنية، مؤكدا أنه تم تهجير قرابة مليون و200 ألف مواطن فلسطينى من غزة، بما يعادل أكثر من نصف سكان غزة، كما أن هناك قرابة 270 شهيدا بالضفة الغربية، منذ بداية العام.
كما حذر من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية منذ عقود، والذي سيؤدى إلى عواقب وخيمة وكارثية بالمنطقة، مؤكدا أن قوات الاحتلال قد قصفت معبر رفح عدة مرات آخرها الخميس الماضي، ردًا على موقف مصر بعدم السماح لعبور الرعايا الأجانب إلا بعد مرور المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأضاف عن موقفه من الدول العربية التي أبدت تخاذل في الوقوف بجانب الدولة الفلسطينية في هذه الأزمة: "أنّنا لن ندخل في جدالات مع الدول العربية، لأننا من خلال العقد العربي نريد الدخول إلى المجتمع الدولي، ونحن نعلم أن هناك تفاوت في مواقف الدول العربية لكننا متأكدون أن كل الدول تقف بجانب ما تستطيع".
وحول حقيقة الخلاف بين حركة حماس والحكومة الفلسطينية، أكد أنه لايوجد خلاف بينهما، لافتا أن حركة حماس مكون رئيسى من مكونات الشعب الفلسطيني، فإن عدد الفصائل الفلسطينية نحو 14 فصيلا سياسيا، هدفهم واحد وهو الوقوف أمام العدوان الإسرائيلى الغاشم وإقرار حق الشعب الفلسطينى فى الحياة.
وعن أهم المطالب التي حملها من الحكومة والشعب الفلسطينى، أكد دياب اللوح، أن إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، هو أول المطالب بعد استمرار الحصار الذى فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلى، كما طالب بإعادة تشغيل معبر رفح مع وقف إطلاق النار، وضرورة فتح ممرات آمنة للمدنيين.
وطالب السفير الفلسطينى بالقاهرة، بضرورة وقف الحرب الممنهجة والعدوان المستمر على غزة، وضرورة فتح أفق سياسي بسقف زمني محدد، حتى يتمكن الفلسطينيون من إقامة دولة ذات السيادة الكاملة المتصلة القابلة للحياة، وحتى لا يتحكم الاحتلال الإسرائيلى فى شرايين الحياة كالكهرباء والمياه والانترنت وكافة وسائل الاتصالات.
كما طالب السفير الفلسطينى، فى ختام لقائه، بضرورة تنفيذ المبادرة العربية للسلام التي تم التوصل إليها عام 2002، فى قمة بيروت، والتى تهدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلى وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
وعن الموقف الأمريكى من القضية الفلسطينية، قال دياب اللوح، أن التدمير الذى وقع فى غزة من قبل القصف الجوي الغاشم يعادل ربع قنبلة نووية، وتعادل الدمار الذى ارتكبته أمريكا فى أفغانستان والقاعدة، مؤكدا:" الاحتلال الإسرائيلى والأمريكان اعتادوا اختبار الأسلحة الجديدة بالشعب الفلسطينى".
ومن جانبه، قال الكاتب الصحفى خالد البلشى، نقيب الصحفيين: "نعيش الآن مشاعر متضاربة بين إجلال لدور المقاومة وازدواجية المعايير فى العالم الغربى"، لافتا: "نتمسك بموقفنا وثوابتنا بأننا سنكون دائما مع كل مناهض للاحتلال فى أى وطن وأن القضية الفلسطينية ستظل قضيتنا الأولى فنحن شعب واحد.
وندد نقيب الصحفيين، خلال اللقاء، بالانتهاكات الإسرائيلية الصارخة بغزة، وكان آخرها قصف مستشفى المعمداني، مستنكرا بموقف الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي مازال يحمل الضحية المسؤولية، لافتا: "نحن أمام مجتمع دولى هب من أجل الدفاع عن كيان محتل ومغتصب ومشهد كاشف لغياب ضمير العالم.
وأدان "البلشي"، الانتهاكات الغاشمة ضد الصحفيين خلال تغطية القصف الغاشم على غزة، مؤكدا أن هناك 15شهيد من الصحفيين كما تم الاعتداء على 50 مؤسسة صحفية بجانب الاعتداءات على المنظمات العاملة في حقوق الإنسان.
وقال الدكتور خالد سليم النقيب العام للأطباء البيطريين، نائب رئيس اتحاد المهن الطبية، إن رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي مع المستشار الألماني، كانت قوية وحاسمة؛ للتأكيد على أن مصر لن تُستدرج للدخول في أزمات للنيل من سيادتها، مشيرا إلى أن موقف مصر الراسخ إنما ينطلق من ثوابت وطنية خالصة تجاه القضية الفلسطينية، وبما يعمل على حماية الأمن القومي المصري وبسط السيادة الوطنية على كافة الأراضي المصرية.
فيما أدان نقيب الأطباء جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وإذا تمادت قوات الاحتلال في خرق جميع المواثيق والمعاهدات الدولية ومنها اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 التي جعلت المستشفيات المدنية وممتلكاتها وأفرادها تحت الحماية في جميع الظروف، فإن نقابة أطباء مصر تؤكد أن جريمة القصف لمستشفى الأهلي المعمداني بغزة هي جريمة ضد الإنسانية ويجب محاكمة جميع المتورطين فيها.
وأكد الدكتور أسامة عبد الحي، أن دورها لا ولن يقف عند إصدار بيانات الشجب، فإنها ستبذل كل الجهود العملية بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية لتقديم الدعم الطبي اللازم للشعب الفلسطيني، كون نقابة الأطباء جزءًا لا يتجزأ من مصر التي تضع قضية فلسطين في أولويات اهتماماتها.
وإذ تتقدم نقابة أطباء مصر بالعزاء إلى أسر الشهداء الفلسطينيين، وتدعو الله بالشفاء للمصابين، فإنها تطالب المجتمع الدولي بممارسة كافة الضغوط لإجراء محاكمة دولية للمتورطين في جرائم الحرب التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.