فبراير 20, 2022

سارة جمال تكتب: لا تكن فريسة لتصيد إلكتروني.. إجراءات بسيطة وضرورية لحماية أمنك الرقمي

قتل 46 صحفيا خلال عام 2021، 65% منهم تم استهدافهم والتخلص منهم عمدا، بحسب ما رصدت منظمة مراسلون بلا حدود في تقريرها الصادر 2021، وكشفت دراسة أجراها المركز الدولي للصحفيين، أن نصف الصحفيات العربيات واجهن هجمات يعتقد أنّها بدأت عن طريق الإنترنت، وواحدة من كل 5 صحفيات يشعرن بعدم الأمان الجسدي نتيجة العنف عبر الإنترنت.

استهداف الصحفيين بسبب عملهم ظاهرة تستحق التدخل لوقفها، فليس من العدل أن يجازى الصحفي على عمله بالتشهير أو الحبس أو القتل، وهو من يسعى لكشف الحقيقة أمام القارئ في ظل ظروف عمل شاقة وغير عادلة أو نزيهة، نتيجة تدخل رأس المال أو السياسة. 

المضايقات والتهديدات وصلت لرسائل وصفحات الصحفيين والإعلاميين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة لخطر الاستهداف عبر الإنترنت وتصبح حساباتهم مهددة وكذلك سلامتهم النفسية والجسدية، وهو ما تؤكده الدراسة سالفة الذكر. 

يحتاج الصحفيين للحماية من التصيد الإلكتروني، وهو ما لن يحدث إلا عن طريق تنظيم حملات وتدريبات خاصة بالأمن الرقمي لتوعيتهم بكيفية حماية الخصوصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والإنترنت بشكل عام، وذلك وتمكينهم من أدوات فعالة للتعبير عن أنفسهم، وتوثيق التحرش والاعتداء عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومواجهته.

ويضع قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم ١٧٥ لسنة ٢٠١٨، في المادة ٢٩ بعض مسؤوليات لحماية الأمن الرقمي للمستخدمين على عاتق مديري المواقع، والتي تتعلق بمسؤولية مدير الموقع في اتخاذ التدابير والاحتياطات التأمينية وعدم تعريض الموقع أو الحساب الخاص أو البريد الإلكتروني أو النظام المعلوماتي لإحدى الجرائم، وكذلك العقوبات المترتبة على الإهمال في اتخاذ هذه الاحتياطات. وتصل عقوبة الإهمال للحبس مدة لا تقل عن ست أشهر، وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى العقوبتين.

وتسرد المادة الثانية من اللائحة التنفيذية لقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، الإجراءات التي يجب على المواقع اتباعها لحماية الأمن الرقمي للمستخدمين، ومنها تشفير البيانات، واستخدام بروتوكولات آمنة، واستخدام نظم مكافحة الهجمات الخبيثة، وحماية الملفات وقواعد البيانات، تطبيق أفضل الضوابط عند اختيار كلمات السر، وإجراء اختبار سنوي للكشف عن الاختراقات أو المخاطر الأمنية. 

كما تلزم المادة الثالثة من ذات اللائحة مقدمو خدمات تقنية المعلومات بإعداد واعتماد سياسة لأمن المعلومات، وتشفير البيانات والمعلومات، ومنع الوصول لغير المخول لهم لأنظمة البنية التحتية الحرجة، واستخدام ضوابط نفاذ قوية، وإجراء مسح سنوي للكشف عن الثغرات، والتعامل مع الثغرات الفنية، وإجراء التحديثات الخاصة بالنظم والبرامج بشكل دوري، وغيرها من الإجراءات التي تستهدف الحفاظ على الأمن الرقمي للمستخدمين، ولكن ذلك لن يكون كافيا دون أن يتخذ المستخدمون إجراءات حماية أمنهم الرقمي، ويعد الصحفيون من الفئات الأكثر احتياجا لاتخاذ تلك الإجراءات. 

لذا في السطور التالية سنقدم لكم أهم الأدوات التي تساعدكم على حماية أمنكم الرقمي، وحماية حساباتكم وأجهزتكم الشخصية، ولكن قبل الأدوات لا تنسوا ألا تستخدموا حساباتكم الشخصية في التواصل مع المصادر، ولا تنشروا معلوماتكم الشخصية كأرقام الهواتف والصور الشخصية لكم ولأفراد عائلاتكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتجنب تعرضكم وتعرضهم للخطر. 

أول أدوات الحماية، هي تثبيت برنامج لفحص الفيروسات، مثل كاسبرسكاي أو بيتديفيندر، باعتبارهما من أفضل برامج الحماية، ولما يتمتعان به من خصائص تزيد من قوة الفحص وعلاج أخطاء الخصوصية، وإذا ما كنت في حالة من الشك من إصابتك بفيروس يفضل فحص الهارد ديسك من خلال حاسب ٱلي ٱخر لضمان جودة عملية الفحص.

ثبت نظام تشغيل وبرامج وتطبيقات تمتلك رخصة استخدامها وتجاهل مجهولة المصدر سواء على حاسبك أو هاتفك المحمول، وحمل البرامج من موقعها الرسمي أو مواقع التخفيضات الموثوق منها فقط، الكثير من المواقع تخدع زوارها بتخفيضات ويفاجأ المستخدم بتثبيت برامج اختراق تستغل في سرقة بيانات الشخص من خلال هاتفه أو حاسبه الشخصي. 

افحص المتصفح الذي تستخدمه لتتأكد من خلوه من أي ثغرات أو إضافات مشبوهة، حتى لا تقع فريسة للابتزاز الرقمي، ولإجراء ذلك من خلال "جوجل كروم": من جهاز الكمبيوتر اضغط على رمز المزيد أعلى يسار الصفحة، ثم الإعدادات، ثم إعدادات متقدّمة، بعد النقر على زر Check Now بشكل تلقائي ستبدأ الأداة بعملية الفحص، ونرشح لك متصفح brave فهو أكثر أمنا.

ثبت إضافات الأمان لمتصفحك، فايرفوكس وأوبرا وجوجل كروم وغيرها توفر متجرا إلكترونيا لتثبيت إضافات تساعد على حماية خصوصيتك خلال تصفح المواقع المختلفة عبر الإنترنت منها uBlock Origin: Block Ads and Trackers، وهي إضافة لمنع الإعلانات المزعجة والنوافذ غير المرغوب فيها، HTTPS Everywhere: Secure Connections، التي تعمل على الحماية من بروتوكول التصفح غير الآمن وتمنع المتصفح من العمل عبر المواقع غير الآمنة، وCookie AutoDelete: Automatically Delete Cookies، لحذف الملفات المؤقتة بعد التصفح لمنع استغلالها من جهة المتصيدين، وايضا هناك إضافة ProtonMail: Secure email for the independent professional لتوفير الحماية الخاصة برسائلك الإلكترونية، كل هذه الإضافات وغيرها يمكن استخدامها لزيادة الحماية أثناء التصفح. 

المتصفحات المختلفة تقوم بتسجيل زياراتك للمواقع، لاستغلالها في توجيه الإعلانات المناسبة لك، وقد يتمكن هاكر محترف من الوصول إلى هذه البيانات لاستغلالها في التصيد، لذا وجب عليك حذفها، ولتطبيق ذلك عبر جوجل كروم توجه إلى صفحتك الشخصية انقر فوق الخيار الأول المتواجد في منتصف الصفحة "Web & App Activity" بعد ذلك قم بإلغاء تفعيل ميزة Web & App Activity ثم انقر فوق Pause في النافذة الجديدة التي ستظهر.

نأتي للخطوة التالية، ضع كلمة سر معقدة للمواقع والتطبيقات ويفضل استخدام برنامج معد لذلك مثل last pass، سيقترح عليك كلمات سر قوية يصعب تخمينها، كما يحفظ لك كلمات السر حتى لا تنساها، ومن الضروري ألا تسجل نفس كلمة السر لأكثر من موقع، وللتأكد من عدم سرقة كلمة السر الخاصة بك، استخدم جوجل كروم بعد تحديثه لأخر إصدار، مدمج به أداة Password Checkup tool التي تتأكد أن  كلمات السر الخاصة بك بالمواقع المختلفة لم يتم حفظها أو مزامنتها داخل المتصفح لأي مستخدم آخر.

استخدم المصادقة الثنائية على مواقع التواصل الاجتماعي وكل موقع يدعم ذلك مثل جوجل وفيسبوك وإنستجرام وتويتر وغيرها، ذلك يضيف طبقة حماية أخرى إلى جانب كلمة السر القوية، عندما تسجل دخول إلى أي من هذه المواقع سيطلب منك إدخال رقم سري آخر يرسل عبر الهاتف أو مفتاح إلكتروني مخصص لذلك، لتوقف محاولات سرقة حسابك أو التلصص عليه. 

استخدام تطبيقات مفتوحة المصدر عبر هاتفك المحمول، حتى تحمي نفسك من التجسس، من الأفضل أن يستخدم الصحفيين تطبيق سيجنال للحديث مع المصادر، واستخدام خاصية حذف الرسائل عقب الإرسال، وخاصية الإشعار عند التقاط صورة للمحادثة في التطبيقات التي تسمح بذلك إذا ما اضطرت إليها مثل واتس آب أو ماسنجر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Site Logo
موقع نقابة ميتر هو موقع متخصص في الشأن النقابي، أسسه مجموعة من الصحفيين المصريين أعضاء الجمعية العمومية لربط الجمعية العمومية بمجلس النقابة وخلق حالة من التواصل بينهما، للمساهمة في الدفع بالمجلس نحو المزيد من التطور والتعاطي مع قضايا الصحفيين، وأيضا لمساعدة أعضاء الجمعية العمومية في اختيار أفضل المرشحين لمجلس نقابة الصحفيين الذين يكرسون جهودهم لصالح المهنة والجماعة الصحفية.
© جميع الحقوق محفوظة نقابة ميتر ٢٠٢٣
متوفرة تحت رخصة المشاع الإبداعي، 3.0 يتوجب نسب المواد الى « نقابة ميتر » - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص