أبريل 28, 2022

لتصل لقراء أكثر.. كيف تكتسب صداقة محركات البحث؟

هدف الكتابة الوصول للقارئ، عن طريق الصحافة المطبوعة أو الإلكترونية لا يهم، فكلها وسائط لها الغاية نفسها، لكن لكل عصر أدواته وظروفه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتكنولوجية وغيرها، ومعطيات عصرنا ترجح الصحافة الإلكترونية لوصولها لعدد أكبر من القراء ونجاحها في تحقيق المكاسب المادية واستغلالها للمكتسبات التكنولوجية، لذا فتعلم مهارات الكتابة المتوافقة مع محركات البحث (SEO) Search Engine Optimization، أصبح فرضا على الصحفيين لتحقيق وصول أفضل لموضوعاتهم الصحفية.

مبادئ أو مهارات الكتابة للمواقع الإلكترونية، أصبحت عملة رائجة ومطلوبة أيضا، يستغلها أصحاب المواقع أي كان مجالها بداية من المدونات إلى المؤسسات الصحفية الضخمة التي أصبحت تطلب من صحفييها إجادتها لضمان وصول المحتوى الصحفي إلى القارئ، سواء كان في موضع المتابع والمهتم أو المسؤول صاحب القرار، وذلك باستغلال محركات البحث للوصول لشريحة القراء المستهدفة. 

كيف تعمل محركات البحث؟ 

بداية، محركات البحث تعمل بشكل آلي دون تدخل من الشركات التي ابتكرتها، إعمالا لمبدأ عدم التحيز، فقط إعلانات الظهور في مقدمة البحث تتم عن طريق الشراء والكلمات الدالة للموقع لترجيح كفة موقع عن آخر، وهي أيضا تتم عن طريق الشراء، والأولى تظهرها محركات البحث لجمهورها كمنتج تم بيعه فتميزه عن باقي المواقع بالإشارة إلى كونه إعلانا. 

 ويجب علينا كصحفيين معرفة طريقة عمل محركات البحث حتى نستطيع الوصول لأكبر عدد من القراء، بعيدا عن البنية التأسيسية للموقع التي يتحمل همها المبرمج، خاصة أن محركات البحث ومواقع التواصل هما أكبر منفذين للوصول للجمهور. 

محركات البحث كثيرة منها جوجل وياهو وبينج وإيه أو إل وأسك، ومنها ما يبحث داخل النصوص المكتوبة أو الصور أو الفيديوهات أو الدراسات الأكاديمية أو إجابات الأسئلة وغيرها، ولكن جميعها تعمل عن طريق "الزحف"، أي أن المحرك يتشعب عبر المواقع المختلفة لاختيار المحتوى الذي يعتقد أنه يهم القراء، ثم يقوم بعملية "أرشفة" تلك الصفحات المختارة، ويليها فهرسة تلك الصفحات لسهولة وصول الزائر إليها عند بحثه عنها.

كيف تتجنب الاستبعاد من نتائج جوجل؟ 

ترتكز النسبة الأعظم من عمليات البحث عبر العملاق "Google- جوجل"، فهي الشركة الأعرق والأضخم من حيث رأس المال، وتمتلك متصفحا هو الأشهر، فضلا عن نظام تشغيل "أندرويد" الذي يستخدمه المليارات حول العالم، لذا فمن غيره خير رفيق للصحفي في رحلة البحث عن القراء. 

ليكتسب الصحفي صداقة البحث عبر "جوجل" وتظهر موضوعاته ضمن نتائجه، يجب عليه الالتزام بمعاييره، وهو ما يعرف باستراتيجية "white hat- القبعة البيضاء"، وتعني الالتزام بالممارسات الأخلاقية المتوافقة مع معايير محرك البحث للوصول إلى الزائرين، وهي عكس استراتيجية "black hat- القبعة السوداء" التي لا تلتزم بالممارسات الأخلاقية للحصول على أكبر عدد من الزائرين. 

مخالفة معايير جوجل، يعرض الموقع للاستبعاد من نتائج محرك البحث وخسارة الزائرين وبالطبع ستتأثر القراءات والأرباح، لذا تحدث جوجل خوارزمياتها بشكل دائم لتصيد ممارسات "البلاك هات"، فلا تتبعها أبدا حتى إذا ما أغرتك حتى لا تتعرض للاستبعاد من النتائج. 

كيف تكتسب صداقة محرك البحث؟

الإجابة بسيطة، عليك بكتابة موضوعات ذات محتوى عالي الجودة، يمنح القارئ ما يبحث عنه، وعليك أيضا مراعاة المبادئ التالية: 

- الاهتمام بعدد كلمات موضوعك الصحفي

محرك البحث يفترض أنه كلما زاد عدد كلمات الموضوع الصحفي احتوى على معلومات قيمة أكثر، وإذا ما التزمنا بمعايير الكتابة الصحفية فهذا حقيقي أيضا، لذا فعدد الكلمات الأنسب هو ما بين 250 كلمة حتى 600 كلمة، إلا إذا كان موضوعك تحقيق صحفي أو تقرير معمق فيمكن زيادة عدد الكلمات، والمعيار الأساسي هنا هو جودة ما تكتب وكم المعلومات المهمة التي تسردها بموضوعك. 

- اختيار الكلمات المفتاحية المناسبة 

اختر لموضوعك كلمات مفتاحية تتعلق بالموضوع الذي تكتب عنه، ولا تنساق إلى الكلمات الأكثر رواجا فقط للحصول على زيارات، ستكون مقحمة وسيتمكن محرك البحث من العثور عليها ومعاقبتك لمخالفة معاييره. 

البداية تأتي من الفكرة، اكتب عن موضوع رائج يبحث عنه القراء، حتى تتمكن من اختيار كلمات دالة مناسبة مرتبطة بذات الموضوع، إذا ما كنت تكتب مثلا عن كورونا فاختار كلمات مثل كورونا، فيروس كورونا، كوفيد 19، وزارة الصحة، وهكذا كلما ارتبطت كلماتك الدالة بالموضوع كلما تمكن محرك البحث من الوصول للموضوع ووضعه في مقدمة نتائج البحث. 

استخدم الكلمات الدالة في العناوين، العنوان الرئيسي والعناوين الفرعية، وتعليق الصورة، وملخص الموضوع والفقرات، ولكن لا تفرط في استخدامها دون مناسبة حتى لا تعاقب من جوجل، فجوجل يعامل الإفراط في استخدامها معاملة "البلاك هات". 

- الهايبر لينك "الروابط المتشعبة أو الخلفية"

يقصد بها اختيار كلمات مرتبطة بالموضوع وجعلها مرتبطة بروابط خلفية بموقعك ومواقع ذات ثقة لدى جوجل، ليتمكن القارئ من زيارة مصدر معلوماتك من ناحية وليتأكد جوجل أن معلوماتك موثوق منها من ناحية أخرى، فإذا ما اخترنا المثال السابق نفسه "كورونا" مثلا فلا يوجد موقع ذو صلة وثقل لدى جوجل أفضل من موقع الصحة العالمية، وإذا ما كنت بصدد موضوع سياسي يمكن اختيار موقع الأمم المتحدة على سبيل المثال وهكذا، ولكن لا تكثر من الروابط المتشعبة لمواقع أخرى داخل الموضوع الواحد فالغرض الأساسي هو قراءة موضوعك أنت، وأن يظل القارئ على صفحة موضوعك أكثر وقت ممكن، حتى لا يزيد معدل الارتداد أو الخروج السريع من الصفحة.  

- الاعتماد على العناوين القصيرة والموجزة

محركات البحث لا تميل إلى العناوين الطويلة، وبعضها من فرط الطول لا يظهر بشكل كامل في نتائج المحرك، لذا يفضل أن لا يزيد عن 65 حرفا، ويجب أن يحتوي العنوان على الكلمات المهمة المرتبطة بالموضوع، كما ذكرنا (الكلمات الدالة)، ويحتوي على عناوين فرعية بها الكلمات الدالة، وكلما زاد عدد الكلمات في الموضوع تزيد العناوين الفرعية. 

ما يستدعي اهتمام محرك البحث جوجل، هو حصول الزائر على تجربة خدمية جيدة حتى يعيد استخدام محرك البحث مرة أخرى، وإذا ما حدث فستحصل أنت بالتبعية على قارئ "مخلص" سيكرر زيارته لموقعك وموضوعاتك مرات ومرات، وهذه علاقة "WIN. WIN- ربح الطرفين"، لذا اهتم بمراعاة مبادئ الكتابة لمحركات البحث للحصول على هذه العلاقة الرابحة. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Site Logo
موقع نقابة ميتر هو موقع متخصص في الشأن النقابي، أسسه مجموعة من الصحفيين المصريين أعضاء الجمعية العمومية لربط الجمعية العمومية بمجلس النقابة وخلق حالة من التواصل بينهما، للمساهمة في الدفع بالمجلس نحو المزيد من التطور والتعاطي مع قضايا الصحفيين، وأيضا لمساعدة أعضاء الجمعية العمومية في اختيار أفضل المرشحين لمجلس نقابة الصحفيين الذين يكرسون جهودهم لصالح المهنة والجماعة الصحفية.
© جميع الحقوق محفوظة نقابة ميتر ٢٠٢٣
متوفرة تحت رخصة المشاع الإبداعي، 3.0 يتوجب نسب المواد الى « نقابة ميتر » - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص