يعيش العالم حالة من الترقب والانتظار ومتابعة مستمر للأخبار في ظل الأوضاع الراهنة واحتدام التصعيد العسكري بين روسيا وأوكرانيا، ما يجعل هناك تدفق كبير للأخبار والمعلومات، وبالتالي احتمالية انتشار أخبار غير صحيحة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وبما أن الحروب والصراعات وكذلك الأوبئة من الأحداث التي تفتح المجال أمام الأخبار الزائفة (الكاذبة) أو المضللة، وكذلك انتشار الصور والفيديوهات القديمة؛ لذلك ننصحك بالتدقيق والتحقق من المعلومة قبل تداولها، سواء كصحفي من خلال موضوعاتك الصحفية.
فوفقا لميثاق الشرف المهني في مادتيه (3،4) لابد من تحري الدقة في المعلومات المقدمة للرأي العام، فلا يجوز تقديم الوقائع مشوهة أو مبتورة أو اختلاقها على نحو غير أمين.
في رحلة التحقق من الصور والفيديوهات، كنا قد نشرنا الأسبوع الماضي مقالا بعنوان "أدوات قد تساعدك في رحلة التحقق من الصور" تضمن مجموعة من الأدوات التي من الممكن استخدامها للتحقق من صحة الصور والفيديوهات قبل استخدامها كمادة صحفية أو لترويجها عبر المنصات الاجتماعية، فإذا كنت لم تطلع عليه.
وفي هذا المقال نتطرق إلى التدوينات أو التغريدات التي تنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي وتحمل معلومات ربما تكون غير دقيقة أو كاذبة؛ فعلى سبيل المثال انتشرت معلومات كثيرة عن أعداد قتلى وجرحى سواء في أوكرانيا أو روسيا لا أساس لها من الصحة، وأثبتت بعض المنصات الصحفية التي تعمل في مجال التحقق عدم صحتها. لكن مثل هذه المعلومات قد تتسبب في وقوع الضرر على كثير من المواطنين في كل أنحاء العالم وبخاصة الأسر القلقة على ذويهم العالقين في أوكرانيا بسبب الحرب.
ولذلك هناك ضرورة وأهمية للتحقق من المعلومات التي يتم تداولها على المنصات الاجتماعية قبل نشرها كمادة صحفية أو عبر صفحاتك. وخلال السطور القادمة سنزودك بمجموعة من الأدوات التي يمكنك الاستعانة بها في رحلتك للتحقق من المعلومات قبل تداولها.
1- تويتر
هناك عدة طرق للتحقق من حقيقة الحسابات الموجودة على موقع تويتر قبل تداول المعلومات من خلاله.
- أداة accountanalysis التي تعرض معلومات حول الحساب وتاريخ إنشائه.
- Twitter Audit الذي يساعد في كشف عدد الحسابات الوهمية المرتبطة بهذا الحساب ( لكنه غير مجاني).
- تطبيق Tweetdeck الذي يمكنه رصد عدد من الحسابات الوهمية التي تنشر عن نفس الموضوع في نفس الوقت.
- أداة hoaxy.osome.iu.edu فهي مفيدة لتحليل تويتر وخاصة وقت الانتخابات والاستفتاءات والتحقق من الأخبار.
2- فيسبوك (ميتا)
- يمكن التحقق من حسابات فيسبوك وتحليلها عن طريق الأدوات التي قدمتها منظمة Bellingcat الاستقصائية غير الربحية منها Who posted What وFacebook Video Downloader.
أما إذا كانت المعلومة التي يتم تناقلها نشرت على هيئة خبر عبر إحدى المواقع الإخبارية الإلكترونية فهناك 10 أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك" وفقا لإرشادات شبكة الصحفيين الدوليين" للتأكد من صحة المقال الذي تقرأه، وهما:
- "الرابط URL هل هو غريب وينتهي .con وما شابه أم رابط طبيعي كما المعتاد عليه؟
- هل يتوافق العنوان مع محتويات المقال؟ هل القصة الأصلية حديثة النشر؟ أم هي قصة قديمة تم إعادة نشرها؟
- هل الوسائط والميديا الموجودة في المقال قابلة للتحقق من صحتها؟ أم أنّها مأخوذة من سياق معيّن؟
- ما المواقع التي تحدثت عن نفس القصة؟ هل يمكن التأكد من صدق وواقعية الاقتباسات الموجودة في القصة؟
- هل هذا هو المصدر الوحيد الذي يذكر هذه القصة؟
- هل يدفعك تحيّزك لجهة معيّنة لقبول صحة مقال ما؟ هل تم تأكيد الخبر من إحدى مؤسسات توثيق الحقائق المرموقة؟".
إلى جانب تلك الأسئلة يمكنك استخدام أدوات متعددة لتقييم المواقع وجودتها ومنها:
فضلا عن ذلك يمكن استخدام موقع Our.News لتحديد مصدر الخبر ونسبة مصداقيته.
تذكر أيضا أن مجموعات التواصل المباشر مثل الواتساب ليست مكان موثوق منه لتلقي منه المعلومات أو إعادة نشرها. وبناء على كل ما سبق عليك استخدام وسائل التقليدية من خلال التواصل المباشر مع المصادر المعنية للتأكد من صحة المعلومات المقدمة كلما أمكن ذلك،أو البحث بأكثر من لغة لتتبع انتشار الخبر والتأكد منه.
في النهاية أود التأكيد على أنه لا توجد نتيجة لأي أداة مما تم ذكرهم مضمونة 100%، لذا يُنصح باستخدام أكثر من أداة للتأكد من أن حقيقة المعلومة. وفي حالة استمرار الشك بالنتائج تراجع عن مشاركة المعلومة، وفي حالة انك قمت نشرها بالفعل فعليم بتقديم الاعتذار للجمهور ونشر المعلومة الصحيحة.