فبراير 23, 2022

شيماء حمدي تكتب: أدوات قد تساعدك في رحلة التحقق من الصور

" التشكيك ومن ثم التحقق"؛ تلك الجملة هي القاعدة الأساسية للصحافة المهنية، فعلينا أن نشكك في كل شيء وفي كل معلومة والتحقق منهم قبل تقديمها للجمهور.

فوفقا لميثاق الشرف المهني في مادتيه (3،4) لابد من تحري الدقة في المعلومات المقدمة للرأي العام، فلا يجوز تقديم الوقائع مشوهة أو مبتورة أو اختلاقها على نحو غير أمين.

ومع التطور التكنولوجي انتشرت الأكاذيب والأخبار المضللة. الأمر نفسه ينطبق على الصور التي أصبح التلاعب فيها وتحريفها وإعادة تحريرها أمر سهل للغاية نظرا لانتشار البرامج المنتشرة لتحرير الصور ومنها "الفوتوشوب"، وكذلك استخدام صور قديمة عن عمد في حدث حديث أو استخدام صور تم إعداد العناصر التي ستظهر فيها مسبقا وذلك ربما لتحقيق هدف معين أو لجذب الانتباه.

وكلما كانت القصة الإخبارية كبيرة ولها أثر إقليمي أو دولي، كلما زادت فرص أن تكون الصور التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أو الإنترنت عنها مزيفة وليست حقيقية.

وللصور أهمية كبيرة لما تنقله للجمهور من أحداث، وكثيرا من الصور كانت بألف كلمة واستطاعت أن تهز الرأي العام العالمي حول قضية أو حدث بعينه مثل ما حدث مؤخرا مع الطفل (ريان المغربي) إذ اهتزت الدول العربية والعالم أجمع للحادث المؤلم الذي تعرض له لكن أغلب الصحف وقعت في فخ الصور المضللة، حيث استخدمت بعض المواقع الصحفية صور قديمة لأحداث مغايرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي على أنها للطفل ريان.

 ولذلك علينا ألا نستهين بالصور وأهميتها، ولذلك وخلال السطور القادمة سنقدم لكم بعض الأدوات من المصادر المفتوحة (open sources) التي من الممكن أن تساعدكم في عملية التحقق من الصور قبل استخدامها.

بادئ ذي بدء عند الشك في صورة ما، يتعين عليك تتبع أصل هذه الصورة وهل نُشرت من قبل أم لا وتاريخ نشرها وأين نشرت.

وتعد تقنية "البحث العكسي عن الصور" "Reverse Image Search" من أسرع الطرق وأسهلها لمعرفة أصل الصورة إذ إنها تساعد في معرفة ما إذا كانت الصورة قد تم استخدامها من قبل أم لا.

مبدئيا هناك العديد من المواقع المجانية الخاصة بتقنية "البحث العكسي عن الصور"، لكن سنذكر أبرزها:

 1- Google Reverse Image

يعد البحث العكسي عن الصور بواسطة محرك البحث جوجل هي الطريقة الأكثر شهرة وانتشارا، نظرا لأنه يشمل ميزتين رئيسيتين: أولا التمتع بقاعدة البيانات الكبيرة لجوجل.  وثانيا أن محرك جوجل يمتلك تقنية التعرّف على الوجه التي تجعل البحث عن صور الأشخاص أسهل بكثير. كما لديه تقنية تصنيف الصور وفرزها حسب الحجم.

2- TinEye

من أكثر الأدوات شهرة ويتمتع بشعبية جيدة في مجال البحث عن أصل الصور، ويستطيع المستخدم من خلال رفع الصور، أو إدخال رابطها على الموقع، أن يعرف ما  إذا كان تم اقتطاع الصورة أو تصغيرها أو تكبيرها أو تتضمن أجزاء تم التلاعب بها، كما لديه إمكانية فرز نتائج البحث حسب التاريخ وهو ما يساعد في معرفة التوقيت الذي تم فيه تحميل الصورة.

3-Yandex

يعتبر محرك البحث Yandex المنافس الروسي لمحرك جوجل ولكنه يمكن أن يمنح نتائج مختلفة وربما أفضل خاصة عندما يتعلق الأمر بالصور الخاصة بروسيا.

4- RevEye

تعتبر أداة RevEye أحد «إضافات جوجل كروم»، حيث تجمع نتائج كل محركات البحث في مكان واحد وبضغطة واحدة.

كل ما عليك هو تثبيت الإضافة على متصفحك، وبعدها تؤشر على الصورة المراد التحقق منها، ثم الضغط «كليك يمين» ودون إعادة تحميلها، ستنقلك الأداة إلى النتائج المجمعة من محركات البحث كلها، لتتعرف على مصدرها وأول المنصات التي نشرتها.

5- InVID

تعتبر أداة InVID   إحدى «إضافات جوجل كروم»، كل ما عليك هو تثبيت الإضافة على متصفحك، ليساعدك في التحقق من الصور والفيديوهات، التي تنشر على الشبكات الاجتماعية  " فيسبوك، تويتر، يوتيوب".

وعقب تثبيت التطبيق على متصفحك تستطيع بسهولة تفعيله واختيار الأداة التي تريد استخدامها.

في النهاية، أود التأكيد على أنه لا توجد نتيجة لأي أداة مما تم ذكرهم مضمونة 100%، ولا توجد طريقة مضمونة للتحري عن صحة الصور واكتشاف التلاعب بها بشكل كامل، لذا يُنصح باستخدام أكثر من أداة للتأكد من أن الصورة حقيقية ويتم المقارنة بين نتائج البحث. وفي حالة استمرار الشك بالنتائج تراجع عن مشاركة الصورة أو تقديمها للجمهور، حتى لا تقع في فخ التضليل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Site Logo
موقع نقابة ميتر هو موقع متخصص في الشأن النقابي، أسسه مجموعة من الصحفيين المصريين أعضاء الجمعية العمومية لربط الجمعية العمومية بمجلس النقابة وخلق حالة من التواصل بينهما، للمساهمة في الدفع بالمجلس نحو المزيد من التطور والتعاطي مع قضايا الصحفيين، وأيضا لمساعدة أعضاء الجمعية العمومية في اختيار أفضل المرشحين لمجلس نقابة الصحفيين الذين يكرسون جهودهم لصالح المهنة والجماعة الصحفية.
© جميع الحقوق محفوظة نقابة ميتر ٢٠٢٣
متوفرة تحت رخصة المشاع الإبداعي، 3.0 يتوجب نسب المواد الى « نقابة ميتر » - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص