مارس 3, 2022

سارة جمال تكتب: بعيدا عن فوضى "اللايف".. نصائح وأدوات لبث مباشر احترافي

انتشر مؤخرا على صفحات المؤسسات الصحفية على فيسبوك استخدام خاصية البث المباشر، خاصة أن الموقع الأمريكي يدعم تلك الميزة من حيث الانتشار وبالتالي تحقيق الربح، كما يمكن استخدام محتوى البث عبر مواقع أخرى للحصول على المزيد من الأرباح. ونظرا لحاجة المؤسسات الصحفية للأموال للاستمرار في تقديم خدماتها للقارئ، فقد اعتبرت "اللايف" طوق النجاة، ولكن ذلك لم يخل من إساءة وضعف الاستخدام.

تظهر لمن يتابع خاصية البث المباشر عبر فيسبوك للمواقع الإخبارية مشكلات متعددة يرصدها القارئ العادي قبل المتخصصين، ما يضع القائمين على هذه الخدمة أمام نيران غضب الجمهور. ويمكن تصنيف هذه المشكلات إلى ما يتعلق بالتقنيات والفكرة والصوت والصورة والأداء. من حيث الفكرة نجد أن بعض المواقع الإخبارية لا تبذل مجهودا كافيا في التميز، إذ أن الضيف المشارك بلايف صحيفة ما هو نفسه الضيف في بث صحيفة أخرى مباشرة، وأحيانا نجد أن عددا من الصحف تبث لقاء مع ضيف في الوقت نفسه.

 أما ما يخص الصوت، فنجد أن اهتمام كثير من المواقع الإخبارية بجودة الصوت ضعيفة، فأحيانا يغيب الصوت لدقائق كاملة أثناء البث المباشر، ويلتفت القائم على البث إلى المشكلة عقب تعليق الجمهور، ما يعني أيضا غياب المتابعة عقب بدء البث، وتارة أخرى نسمع محيط موقع الحدث بشكل يغطي على صوت مقدم البث والضيف، وهذا يرجع إلى سوء اختيار موقع التصوير أو جودة المايك المستخدم. 

الصورة هي أول ما يلتفت إليه الجمهور، فإذا ما كانت جاذبة ستجذب أكبر عدد من المشاهدين، وإذا كانت بلا عنصر جذب فلن يلتفت إلى بثك إلا أقل القليل، فلا يجب أن تتصدر صورة طريق وأنت تتحدث عن قصة لها أبطال وموقع وأحداث لا يمت للطريق بأي صلة، ويجب أن تختار ما بين التصوير داخل الأماكن المغلقة أو المفتوحة بعناية فغالبا ما تكون الأماكن المغلقة لنشرات الأخبار وإذا ما استخدمتها في حدث حي ستفقد المشاهدين، القاعدة المهمة هنا هي "الصورة بألف كلمة". 

الاستثمار في مهارات المحررين والمصورين هو الاستثمار الحقيقي للمواقع الإخبارية، فالاهتمام باللوجيستيات على حساب العنصر البشري يفرغ المهنة من مضمونها فهي من بشر وإلى البشر واللوجيستيات ما هي إلا عوامل مساعدة للتجويد، فظهور المحررين والمصورين ومقدمي النشرات دون تدريب على مهارات التقديم لصالح الكم والإيرادات مع الوقت يتسبب في هجر المتابعين لصفحة المؤسسة الإخبارية، وكذلك التلعثم وعدم النطق الصحيح للكلمات والارتجال خارج السياق وافتقاد الحضور أمام الكاميرا كلها أسباب تضعف من البث المباشر. 

ولتجنب فوضى "اللايف" والمشكلات الشائعة، هناك بعض الإجراءات والأدوات التي يمكنكم اتباعها واستخدامها لإنتاج بث مباشر احترافي، يحترم القارئ ويفيده ويحقق الأرباح أيضا.  

أهم النصائح والأدوات لبث مباشر احترافي:

- تأكد من شحن بطارية الهاتف ووجود باقة إنترنت كافية أو نقطة اتصال بواي فاي تعمل بكفاءة.

- التأكد من التواجد في مكان به شبكة  جيدة للهاتف.

- لا غنى عن اختبار الكاميرا والمايك قبل البدء في البث المباشر، ويمكن تحديد ظهور البث ليظهر لك فقط للتجربة قبل الانطلاق للبث المباشر للجمهور.

- حضر جيدا قبل بدء البث المباشر واطلع على كل الآراء والمصادر الخاصة بالموضوع.

- تعطيل كل برامج حظر الإعلانات أو المكونات الإضافية للمتصفح التي يمكن أن تمنع تحميل مشغل الفيديو إذا ما كنت ستنطلق للبث المباشر عبر متصفح.

- إذا رغبت في إجراء البث المباشر باستخدام كاميرا وبرنامج تشفير، استخدم "لايف بروديوسر" للبث المباشر. 

- استطلاعات الرأي مفيدة، قبل بدء البث المباشر ومشاركتها مع جمهورك خلال البث يزيد من التفاعل.

- يجب مراجعة "رسائل الخطأ" عبر فيسبوك بمجرد بدء البث المباشر وتسجيل أحداث فيديو البث المباشر افتراضيًا لعرض الأخطاء، ويمكنك تبديل الفلاتر لتشمل التحذيرات والتنبيهات الأخرى.

- شارك الروابط الخارجية لموقعك الإخباري أثناء البث المباشر لزيادة الزيارات للموقع وربط الجمهور به.

- يمكن استخدام البث المباشر في قصص الصفحة لزيادة معدل وصول المحتوى الذي تقدمه إلى الجمهور، كما يمكن استغلال البث على المنصات الرقمية الأخرى كيوتيوب على سبيل المثال. 

- متابعة تعليقات الجمهور أثناء البث لتفادي المشكلات والتعرف على ما يريدون مشاهدته وإدارة الحوار مع الضيف.

- لا تغفل ميزة إجراء بث مباشر مع المصادر، إذ توفر لك دعوة عدد من الضيوف إلى البث المباشر ثراء البث وزيادة المتابعين.

- يمكن أيضا استخدام أداة أو بي اس ستوديو، من خلال الكمبيوتر بنظام تشغيل ويندوز أو ماك، وتمتاز بأنها مجانية، ويمكن استخدامها لمنصات إلكترونية مختلفة مثل يوتيوب وفيسبوك وتويتش وغيرها، كما يمكن من خلالها البث عبر أكثر من منصة في نفس الوقت. 

سعي المؤسسات الصحفية للحصول على الأرباح عبر البث المباشر لتمويل منتجها الصحفي ليس مشكلة، ولكن إهمال تدريب الصحفيين والاستخدام غير الفعال للأدوات ومنها البث المباشر يدفع الجمهور للهروب من الموقع أو الصحيفة بمرور الوقت، لذا يجب العودة للمهنية والاهتمام بالتدريب والانتصار لجودة المحتوى الصحفي. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Site Logo
موقع نقابة ميتر هو موقع متخصص في الشأن النقابي، أسسه مجموعة من الصحفيين المصريين أعضاء الجمعية العمومية لربط الجمعية العمومية بمجلس النقابة وخلق حالة من التواصل بينهما، للمساهمة في الدفع بالمجلس نحو المزيد من التطور والتعاطي مع قضايا الصحفيين، وأيضا لمساعدة أعضاء الجمعية العمومية في اختيار أفضل المرشحين لمجلس نقابة الصحفيين الذين يكرسون جهودهم لصالح المهنة والجماعة الصحفية.
© جميع الحقوق محفوظة نقابة ميتر ٢٠٢٣
متوفرة تحت رخصة المشاع الإبداعي، 3.0 يتوجب نسب المواد الى « نقابة ميتر » - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص