نظمت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، يومًا تضامنيًا مع الزملاء الصحفيين المحبوسين، والبالغ عددهم أكثر من 23 صحفيًا نقابيًا، وغير نقابي، وتضمن اليوم مؤتمرًا صحفيًا لعرض آخر مستجدات عودة حالات القبض على الصحفيين، وعرض أوضاع الصحفيين المحبوسين، وذلك بحضور عددٍ من المحامين المتطوعين للدفاع عن الصحفيين، وسجناء الرأي.
وأكد محمود كامل رئيس لجنة الحريات ووكيل النقابة، على مطالب النقابة السابقة بالإفراج عن أكثر من 23 صحفيًا محبوسًا، وتطالب بوقف ملاحقة الصحفيين بسبب آرائهم وعملهم الصحفي، كما شدد على أنها ستتخذ كل الإجراءات القانونية والنقابية في مواجهة هذه الملاحقات.
وقال خالد البلشي نقيب الصحفيين، "كنت أتمنى أن نحتفل بخروج زملاء لنا من الحبس اليوم، بدلاً من الحديث عن القبض على زملاء صحفيين جدد، الزميلين أشرف عمر وخالد ممدوح، وسبقهما الزميل.ياسر أبو العلا".
وطالب البلشي، خلال كلمته في المؤتمر التضامني بنقابة الصحفيين، بضرورة تعديل القانون الحالي وإعادة النظر في مدد الحبس الاحتياطي وقواعد تطبيقه، وتكرار الحبس بنفس التهم، بحيث لا يجوز حبس المتهم في قضية أخرى بُنى الاتهام فيها على نفس الوقائع والأدلة المقدمة في القضية، التي استنفدت مدد الحبس الاحتياطي المقررة لها، أو فترات الاتهامات، وهو ما تكرر مع عدد كبير من المحبوسين بينهم زملاء وأصدقاء تم اعادة حبسهم أكثر من مرة على ذمة قضايا مختلفة بذات الاتهامات.
وأضاف: "يبقى الأهم أن نضع ضوابط وإجراءات تمنع تكرار ما جرى، وتحويل الحبس الاحتياطي لعقوبة بدلًا من كونه إجراءً احترازيًا، وكذلك البحث عن بدائل مناسبة، فممارسة الحبس الاحتياطي بالطريقة الحالية تخالف قرينة البراءة المنصوص عليها في المادة (96) من الدستور".
وجدد البلشي مطالب النقابة بالإفراج عن أكثر من 23 صحفيًا محبوسًا، كما طالب نقيب الصحفيين، بتعديل المادة 312 مكرر من الفصل التاسع الخاصة بالتعويض عن الحبس الاحتياطي بحيث نحمي أسر فقدت عوائلها ومنها نموذج لأسرة زميل صحفي هو الزميل ياسر أبو العلا الذي تم حبسه وحبس زوجته بينما ترك أبنائهما بلا عائل.
وقال البلشي: "إن روح القانون تقتضي الإفراج عن أحدهما لحماية أسرتيهما، بل ان الأمر قد يصل لحد المطالبة بتأجيل العقوبة على أحدهما حال إدانتهما لحماية الاسرة فإذا لم يتم الإفراج عن أحدهما فليس أقل من تعديل القانون لصرف تعويض للمحبوس بما يعادل الحد الأدنى للأجور المعمول به فى الدولة دون إخلال بحقه فى التعويض الأدبى حماية لأسر المتهمين".
وتابع: "كل أملي أن نصل لوضع يتم فيه إغلاق هذا الملف المؤلم فورا ويتم تبييض السجون من كل سجناء الرأي، وأملي أن نخرج بتوصيات تنهي هذا الملف وايضاً تمنع تكرار الأزمة التي نعيشها مستقبلا، وأن نرى في القريب العاجل قوائم إفراجات جديدة ويتم اتخاذ إجراءات لوقف ضم محبوسين جدد".
ومن جانبها، استعرضت ندى مغيث زوجة أشرف عمر، رسام الكاريكاتير، ظروف وملابسات القبض عليه، معبرة عن مشاعر أسرته وأسر المحبوسين ومعاناتهم.
وأضافت مغيث: "لن نتوقف يوم واحد عن المطالبة بالإفراج عن رسام الكاريكاتير أشرف عمر، حبسوا أشرف لكن آرائه ورسوماته لم تسجن ويراها العالم، ومن هنا أطالب بالإفراج عن 23 صحفي محبوس، فالصحافة ليست جريمة".
وحييت فاطمة سراج، محامية الصحفي المحبوس خالد ممدوح، خلال كلمته في المؤتمر التضامني بنقابة الصحفيين، دور مجلس نقابة الصحفيين منذ القبض عليه، والتواصل والدعم المستمر له ولأسرته، حيث ألقي القبض على ممدوح في 16 يوليو، ووجهت له تهمًا بالانضمام إلى جماعة إرهابية مع علمه بأغراضها، وارتكاب إحدى جرائم تمويل جماعة إرهابية، بالإضافة لنشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة من شأنها الإضرار بالأمن والنظام العام، وقامت النيابة بتحريز هاتفه وجهاز اللاب توب الخاص به.
وأضافت "لم يتم مواجهته بمقال أو صورة أو بوست خلال التحقيقات تدل على اتهامه بالانضمام لجماعة أو نشر أخبار كاذبة، وتم ترحيل خالد ممدوح إلى سجن أبو زعبل، وليس هناك تواصل مباشر بينا كمحامين وبينه سوى التواصل عبر "الفيديو كونفرانس"، ونأمل بالإفراج عنه وعن كل الصحفيين المحبوسين في قضايا النشر".
وطالب أحمد عبد النبي محامي الصحفي ياسر أبو العلا، بالإفراج عنه وعن زوجته، حتى لا يترك أبنائهما بلا عائل، فأطفاله يقوم على رعايتهم جدتهم القعيدة.
وأشار عبد النبي أن الصحفي المحبوس ياسر أبو العلا لم يُسمح له بالزيارة حتى الآن، ولا يعلم عن حبس زوجته وشقيقتها.
ودعا عبد النبي الصحفيين بالتمسك بحقوق الزملاء الصحفيين المحبوسين والاستمرار في دعمهم والمطالبة بالإفراج عنهم جميعًا.
وتحدث عدد من أسر الصحفيين المحبوسين عن أوضاع الزملاء المقيدة حريتهم، ومطالبهم بالإفراج عن الصحفيين المحبوسين احتياطيًا، والعفو عن المحكومين، وطلبات زيارتهم في محبسهم، وتحسين أوضاعهم داخل السجون، وتسهيل إجراءات الزيارة، وبعضهم طالب السماح بالزيارة دون الحاجز الزجاجي، وسرعة إجراء الكشف الطبي للبعض.
واختتم اليوم باعتصام رمزي، ومعرض صور للصحفيين المحبوسين في مقر النقابة تضامنًا مع الزملاء الصحفيين.